ما جدوى افتتاح معبر اللفة الحدودي بين السودان وإريتريا ؟
كسلا: مداميك
تم افتتاح معبر اللفة بالحدود السودانية الارتيرية بولاية كسلا ل بعد توقف اكثر من 5 سنوات منذ العام 2018 وسجل وفد سوداني زيارة إلى معبر اللفة داخل الحدود الارترية ثم عاد إلى المعبر السوداني ليعلن رسمياً عن فتحه وبدء العمل الهجري و الجمركي. ولكن نظراً لظروف الحرب وطبيعة الاقتصاد الإريتري بطيء النمو، فإنه لا يتوقع أن يستفاد من فتح المعابر كما في أوقات السلم، إذ لن يكون هناك تبادل تجاري ملموس، لكن يمكن أن تستفيد منها القبائل المتداخلة بين البلدين، بتنشيط الحركة الاجتماعية التي انقطعت بفعل الإغلاق، كما يمكن أن تتطور العلاقات إلى التعامل المباشر بين البلدين بنقلها من علاقة التعامل مع الأقاليم بدلاً من المركز، ففي عهد البشير رفضت أسمرا توقيع اتفاقية تجارة حدود بين البلدين بين وزارة التجارة الخارجية السودانية ووزارة التجارة الإريترية، مفضلة التعامل مع الولايات الشرقية كسلا والبحر الأحمر.
وخلال السنوات التي أعقبت انتفاضة ديسمبر (كانون الأول) 2018، وبعد سقوط نظام عمر البشير، بدأت العلاقات بين السودان وإريتريا في التحسن، لكن إلى الآن لم يتم اختبار أهمية الدور الذي تؤديه المعابر الحدودية بين البلدين، وما يحيط بها من تنافس جيوسياسي، لا سيما عندما ينعكس التأثير من الجارة إثيوبيا في تأجيج أزمة الحدود أو المياه وما يرافقها من عدم الاستقرار.
سبقت زيارة قائد الجيش عبدالفتاح البرهان الأخيرة إلى إريتريا، إصداره قرار فتح المعابر الحدودية بين البلدين التي أغلقت في يناير (كانون الثاني) 2018، عندما أعلن نظام البشير ذلك بموجب مرسوم جمهوري خاص بإعلان الطوارئ في ولاية كسلا شرق السودان، أعقبه إرسال تعزيزات عسكرية إلى الولاية، وبررت الحكومة ذلك بحجج عدة منها عملية جمع السلاح، ومكافحة تهريب المخدرات والسلع والاتجار بالبشر، وكان ذلك التطور انعكاساً لتحركات عسكرية بين السودان ومصر عند الحدود الإريترية.