
انهيار كامل للهدنة الإنسانية .. تجدد المعارك الضارية في أنحاء العاصمة وإسقاط طائرة حربية
الخرطوم : مداميك
أسقطت قوات الدعم السريع نهار اليوم طائرة حربية تابعة للجيش السوداني محررة شهادة وفاة للهدنة الإنسانية الموقعة بين طرفي القتال في جدة في يومها الثاني لحيز التنفيذ وانهار فعليا اتفاق وقف إطلاق النار، بعد تجدد الاشتباكات العنيفة التي شهدتها عدة مناطق اليوم في الخرطوم واستخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والطيران الحربي عقب ساعات من الهدوء النسبي، بينما قالت الخارجية السعودية إن الرياض وواشنطن أبلغتا طرفي الصراع في السودان بوجود انتهاكات وطالبتا بالالتزام بوقف إطلاق النار. وتجددان التأكيد على أهمية اتفاقية وقف إطلاق النار المبرم كما قال البيت الأبيض إن الهدنة في السودان متماسكة بشكل عام والهدف منها وصول المساعدات ونعمل مع شركائنا لإنشاء آلية لمراقبة وقف إطلاق النار
ونقلت مواقع التواصل الاجتماعي نهار اليوم مقاطع فيديو لطائرة حربية تابعة للجيش تهوي مشتعلة إلى الأرض بعد أن قفز الطيارَان اللذان كانا على متنها بالمظلات، موضحين إن عناصر الدعم السريع أصابوا الطائرة بمدفع مضاد للطائرات بمدينة أم درمان. وقال مصدر بقوات الدعم السريع إنهم أسقطوا طائرة عسكرية وأسروا طيارا كان على متنها وبثت مواقع مقربة منها مقاطع مصورة للطيار وهو في قبضة الدعم السريع، في حين نفى الجيش السوداني إسقاط إحدى طائراته. وقال إن طائرة سقطت اليوم إثر عطل فني في المحرك وتمكن الطياران من مغادرتها بسلام.
واشتبك الطرفان منذ فجر اليوم في الخرطوم بالقرب من مباني سك العملة مستخدمين الأسلحة الثقيلة خلال القتال. وقال مساعد القائد العام للحيش الفريق ياسر العطا إن الجيش استعاد السيطرة على مطابع العملة. وكان الفريق العطا قد اتهم قوات الدعم السريع بخرق الهدنة لهجومها على مقر مطابع العُملة بالخرطوم، ونهب مخزون الدولة من النقد الوطني واحتياط بنك السودان من الذهب باسم الديمقراطية، حسب تعبيره.
وأكد سكان مدينة بحري مشاهدتهم الطائرات العسكرية وهي تحلق في أجزاء واسعة من المدينة وأفادوا بسماع انفجارات عنيفة، بحسب شهود عيان فان معارك ضارية دارت حول سلاح المهندسين وامتدت لداخل احياء أمدرمان القديمة السكنية في بانت والفتيحاب والموردة والعباسية مما أوقع ضحايا بين المدنيين وأيضا رصدت معارك عنيفة في وسط وجنوب الخرطوم داخل أحياء الحلة الجديدة والرميلة والشجرة ومحيط منطقة أبو حمامة التجارية.
وفي سياق متصل قال مصدر بالجيش السوداني إن هجوما شنه مقاتلو الدعم السريع فجر اليوم الأربعاء بقصف القاعدة الجوية في وادي سيدنا بمدافع الكاتيوشا والهاون وأسلحة الدفاع الجوي المضادة للطائرات، وأكد أن الجيش تعامل معهم بالمدفعية والطيران من منطقة وادي سيدنا غربي النيل دون ذكر نتيجة هذا التعامل، موضحا أن الهجوم جاء من المنطقة الواقعة بين الفكي هاشم والخوجلاب وأبو حليمة على ضفة النيل الشرقية المحاذية لقاعدة وادي سيدنا الجوية في غرب النيل.
وعلي صعيد الدول الراعية للهدنة ومراقبتها قالت الخارجية السعودية -في تغريدة على تويتر- إن الرياض وواشنطن أبلغتا طرفي الصراع في السودان بوجود انتهاكات وطالبتا بالالتزام بوقف إطلاق النار. وتجددان التأكيد على أهمية اتفاقية وقف إطلاق النار المبرم، موضحة أن آلية المراقبة قامت بتسجيل انتهاكات للهدنة في الخرطوم والأبيض.
وأشار البيت الأبيض الأمريكي إلى تماسك الهدنة بشكل عام، موضحا أن الهدف منها وصول المساعدات مضيفا “نعمل مع شركائنا لإنشاء آلية لمراقبة وقف إطلاق النار في السودان”.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إنهم يراقبون الوضع في السودان من كثب، وسيبحثون مع الأطراف أي انتهاكات تحدث. وأكد أن لديهم إمكانية مراقبة وقف إطلاق النار بالسودان عبر الأقمار الاصطناعية، مشيرا إلى أنهم يعتمدون نهج التقدم خطوة بخطوة بشأن الأزمة في السودان بدءا بالهدنة. وقال المتحدث إن لجنة التنسيق ومراقبة وقف إطلاق النار في السودان بحثت في جدة تقارير عن الانتهاكات، وكذلك آلية إيصال المساعدات الإنسانية إلى السودانيين، مؤكدا أن واشنطن تمتلك أدوات للتعامل مع انتهاكات وقف إطلاق النار، ولن تتردد في استخدامها،
في مقابل ذلك، قال الدعم السريع -في بيان- إن قواته دافعت عن مواقع تمركزها أمام ما وصفها بالتصرفات الغادرة لقوات الجيش، وأكد أن الجيش السوداني خرق الهدنة الإنسانية المعلنة وهاجم مواقع قوات الدعم السريع في عدة محاور.