زالنجي – مداميك
أفادت تقارير واردة من مدينة زالنجي بولاية وسط دارفور بوجود وضع إنساني كارثي بعد أن نفذت الإمدادات الغذائية وانعدمت مياه الشرب والاتصالات والرعاية الصحية إضافة لجرائم نهب وقتل واختطاف وأعمال نهب وسلب واسعة، في وقت قالت الأمم المتحدة إن أكثر من 300 ألف شخص فروا من السودان إلى البلدان المجاورة حتى الآن، مشيرة إلى أن مساهمات المانحين في خطة الاستجابة للاجئين ما زالت شحيحة.
وبحسب ما دونه الناشط أمير الدين علي فيس بوك فإن مدينة زالنجي تعاني لليوم الخامس على التوالي من انعدام الاتصالات، والإنترنت. وأفاد بتوقف الاشتباكات وهدوء الأحوال عقب انتصار قوات الدعم السريع، موضحا أن أغلب الأسر داخل مدينة زالنجي بدأت تعاني من نفاد الإمداد الغذائي والطبي، في ظل استمرار حالات التعدي على ممتلكات المواطنين من قبل جماعات متفلتة وسرقة المنازل وتزايد النزوح وسرقة مقار بعض المنظمات في المدينة وحالات تعدٍ ونهب على مختلف البنوك التجارية والمؤسسات الرسمية إلى جانب خروج مستشفى زالنجي عن الخدمة.
وأفادت تنسيقية لجان المقاومة – زالنجي في تقرير حول الأوضاع بالمدينة بأن الحصار الذي فرضته مليشيات الجنجويد المسنودة من قبل قوات الدعم السريع على مدينة زالنجي مازالت مستمرا وسط أوضاع بالغة التعقيد داخل المدينة.
وأكدت لجان زالنجي تدهور الأوضاع الأمنية. وقالت إن هناك تجمهراً وحشوداً وانتشاراً كثيفاً للمليشيات المسلحة (أصحاب الدرجات النارية) حول وداخل المدينة مع استمرار عمليات النهب وتهديد المواطنين داخل المنازل حتى الآن.
وأشارت إلى تقييد حركة المدنيين من قبل المليشيات وعرقلة وصولهم للخدمات العامة مع استمرار عمليات النهب والسرقات لتطال مقرات الوكالات الأممية والمنظمات الواقعة بضاحية الحي الشرقي مع استباحة الحي بأكمله، مضيفة أن المدينة مازالت منقطعة تماماً عن كل خدمات الاتصال ونعتقد هي عملية مرتبة ومنهجه لاستباحة المدينة، مشيرة إلى أن حالة النهب ما زالت مستمرة لجامعة زالنجي حتى لحظة كتابة التقرير، كما طالت النهب أيضاً المدارس وبعض المؤسسات الحكومية.- ومستشفى زالنجي وميز الأطباء الذين تم ترويعهم.
وأكدت أن عمليات الاعتقالات بحق المدنيين من قبل قوات الدعم السريع مازالت مستمرة وتتم بإشراف مباشر من قبل قائد الدعم السريع ومستشاريه منهم المدعو الشرتاي سعودي عضو المؤتمر الوطني الذي عمل سابقاً مستشاراً للوالي السابق جعفر عبد الحكم والذي يسكن حالياً بميز التخطيط العمراني شرق محكمة زالنجي.
وقالت لجان المقاومة إنها تمكنت من حصر الضحايا المدنيين الذين قتلوا حتى الآن وهم: 1- بدرالدين يوسف، ضابط صحة بمنظمة الإغاثة العالمية (WR). 2- الباشمهندس احمد عبد الشافع، موظف بوزارة التخطيط العمراني_ وسط دارفور 3- عامر الدين يوسف ادم، معتمد رئاسة سابق بولاية وسط دارفور- وفق اتفاقية كرون.4- المواطن الشفيع والذي يسكن بحي الحصاحيصا.
وقالت لجان زالنجي ان ضحايا الاعتقال والاختطاف: هم 1- عمر آدم خاطر (عمر كريما) – أستاذ بمرحلة الثانوية.2- آدم أبكر (ادومة سنفوة) _ مدير بنك الخرطوم فرع زالنجي. 3- محمد سليمان بحر_ صاحب مكتبة أكاديمية. 4- نور الدائم – محامي وعضو حزب المؤتمر الوطني سابقاً والأمين العام لحركة المستقبل للإصلاح والتنمية الحالي.
ونوهت إلى أن هناك عدداً من الضحايا من النساء والأطفال في كل من أحياء كنجومية غرب (طرة) حيث سقط عدد 4 أطفال قتلى، أيضاً هناك طفل توفى بالذخيرة الطائشة بحي الكرانك، وهناك أحياء بالمدينة لم يتم حصرها بعد نسبة لصعوبة الحركة وغياب الاتصالات تعذر التواصل.
وعن الأوضاع الإنسانية، قالت لجان زالنجي إن أحياء (الاستاد، الغربي، أجزاء من حي السوق غرب، أجزاء من المحافظين والثورة والحصاحيصا) – شهدت موجة نزوح داخلي نحو أحياء كنجومية وخمسة دقائق والكرانك. موضحة أن هناك شحاً وانقطاعاً حاداً في مياه الشرب والمواد الغذائية والعلاج مما جعل الأسر تتجول بحثاً عن الأكل والشرب من الجيران، وحذرت من أن الوضع ينذر بحدوث كارثة إنسانية حيث يواجه النساء والأطفال أوضاع مأساوية بالغة الصعوبة.
وحول الأوضاع الصحية، قالت لجان المقاومة “يواجه المدنيين صعوبة في الحصول على الرعاية الطبية نتاج للاستهداف الذي طال المنشآت الصحية وتقيد لحركة المدنيين واستهداف للكوادر الطبية والصحية وترويعهم”. موضحة أن هناك نقصاً في الأدوية والمعينات الطبية والأدوية المنقذة للحياة نتاج لدمار الذي لحقت بالمستشفى والمراكز الصحية.
وفي سياق آخر، قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، اليوم الأربعاء، إن أكثر من 300 ألف شخص فروا من السودان إلى البلدان المجاورة حتى الآن.
وذكر غراندي في حسابه على “تويتر” أن الكثير من اللاجئين الفارين من الصراع في السودان عبروا حدود تشاد ومصر في الأيام القليلة الماضية.
وأضاف: “مساهمات المانحين في خطة الاستجابة للاجئين ما زالت شحيحة. نحتاج إلى المزيد من الموارد بشكل عاجل لدعم البلدان المستضيفة للاجئين”.