
حرب الخرطوم.. تساؤلاتٌ مشروعة
د أحمد حدود
هل جاء الوقت الذي نقول فيه : شكرا للفلول؛ الذين أطلقوا الرصاصة الأولى التي بدأت بها الحرب؟.
هل جاء الوقت الذي نقول فيه: شكرا ل”قحت” التي تحالفت مع حميدتي، و أنتجت الاتفاق الإطاري الذي ضيق الخناق علي البرهان والكيزان، وتسبب في الحرب؟
لكي نجيب على السؤالين، لابد أن نتعرف على “ما هو البديل للحرب” ؟
اذا لم تقم الحرب وتمت الموافقة على الاتفاق الإطاري، هل كانت هناك أيّ فرصة نجاحه، ولدمج الدعم السريع، وتكوين جيش قومي واحد ؟ هل فعلا هدف “حميدتي” هو الحكومة المدنية، ومن ثم التنازل عن امبراطوريته العسكرية والاقتصادية وتسليم الحكم للمدنيين ؟
وهل اذا قبل حميدتي بهذا ، هل يقبل حلفاؤه في تجارة الدهب والارتزاق؟
في نظري هذه الحرب أو الصدام بين الجيش والدعم السريع؛ كانت مكتوبة في الجبين . علينا أن نتذكر بأنه هناك عدة أحداث كان الصدام فيها وشيكا. منها علي سبيل المثال محاولات الانقلابات المتعددة داخل الجيش، وعدم رضاء بعض الضباط عن تمدد الدعم السريع، وكان في كل مرة يقف “البرهان” بجانب الدعم السريع، ويهدي من حدة الاوضاع،
اعتقد أن البرهان لم يكن يرغب في الحرب، ولم يكن ليتجرا علي مواجهة الدعم السريع . ربما خوفا علي نفسه، او عدم ثقته في الجيش من الانتصار او لأسباب اخري لا نعلمها.
الحرب كانت مؤجلة، وكل ما تاخرت اصبحت اكبر كلفة، فرغم ويلات الحرب وآثارها الكارثية ، لا اري مستقبلا للبلاد اذا لم تقم، وواضح أن المجتمع الدولي لم يناصر ثورة ديسمبر، ولم يضغط بما فيه الكفاية علي العسكر لتسليم الحكم للمدنيين، فالتجارب أثبتت لنا أن هذا لن يحدث. هناك مصالح لبعض الدول أهم بكثير من السلام والأمن والديمقراطيه في السودان، وقد يتساءل البعض ما فايدة الحرب وماذا بعد الحرب ؟
اقول بكل صراحة أن الامل ضعيف، ولكن علي أي حال أفضل اذا لم تحدث، فالأمل أن يخرج العسكر، احدهما او كلاهما، اضعف كثيرا قبل بدء الحرب، ويخرج الشعب اقوي واكثر اصرارا وعزيمة؛ ويواصل كفاحه نحو الحرية والحكم المدني، ولا مستقبل مشرق لهذه البلاد وشعبها الطيب من غير حكم مدني .
مقال متعمق جدا فى الواقع الحالى و لربما البعض الأعظم من الشعب لم يصل الى هذا التحليل ولكنه الاقرب للحقيقه المفقوده.