
استمرار المعارك رغم إعلان وقف إطلاق النار.. وخبير يعدد ل “مداميك” ثغرات في الاتفاق
الخرطوم – مداميك
تواصل القتال اليوم الأحد واشتدت حدته في أنحاء العاصمة السودانية الخرطوم، وذلك بعد ساعات من إعلان اتفاق في مدينة جدة السعودية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على وقف لإطلاق النار مدته أسبوع، اعتبارا من مساء يوم غد الاثنين. تجدر الإشارة إلى انهيار اتفاقات وقف إطلاق النار السابقة في غضون دقائق من إعلانها.
واستمر القتال الضاري اليوم رغم تأكيد الجيش السوداني اليوم الالتزام بالاتفاق، قائلا إنه سيقتصر على الترتيبات الخاصة بهدنة لحماية المدنيين والمستشفيات، كما أكدت قوات الدعم السريع التزامها التام بوقف إطلاق النار. وكانت السعودية والولايات المتحدة أعلنتا في وقت مبكر من اليوم الأحد، توقيع ممثلي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في جدة على اتفاق لوقف إطلاق النار لمدة سبعة أيام، اتفق الطرفان بموجبه على إيصال وتوزيع المساعدات الإنسانية، واستعادة الخدمات وسحب القوات من المستشفيات والمرافق العامة الأساسية، وتسهيل المرور الآمن لمقدمي المساعدات الإنسانية والسلع.
وفي هذا السياق عدد “لمداميك” خبير في التفاوض العسكري ثغرات يمكن أن تنسف الاتفاق. وقال “ما شهدناه اليوم من تصعيد قتالي ميداني يمكن تفسيره بمحاولة الطرفين الحفاظ أو زيادة المكتسبات على الأرض إذا نظرنا إلى أن بنود وقف اطلاق النار شملت احتفاظ الطرفين بمواقع سيطرتهما”، لافتا إلى خطورة هذا البند علي الاتفاق في ظل غياب تحديد واضح لأماكن السيطرة، موضحا أن أماكن سيطرة الدعم السريع غير ثابتة ومتنقلة بين الشوارع بخلاف القصر الجمهوري وحول القيادة ومطار الخرطوم والمستشفيات والمصفاة ومحطات المياه في بحري؟ مضيفا أن بنود الاتفاق لم تتضمن أيضا السماح لقوات الشرطة بالانتشار لمكافحة عصابات النهب المنتشرة ولم يحدد الاتفاق من يقوم بإيقافها الجيش أم الدعم السريع.
ميدانيا ذكر شهود عيان أن غارات جوية عنيفة بشكل متزايد “هزّت جدران المنازل”، كما تجددت الاشتباكات بمنطقة الصحافة في جنوب الخرطوم. وقالوا إن سلاح الجو السوداني قصف أهدافا شرقي الخرطوم لقوات الدعم السريع التي ردت باستخدام مضادات الطائرات. كما نقلت وكالة رويترز عن سكان في الخرطوم قولهم إنه يمكن سماع دوي قتال متقطع بين طرفي الصراع السوداني في العاصمة اليوم الأحد.
وفي أم درمان أفاد المواطنون بسماع دوي انفجارات ومدافع ثقيلة جنوب ووسط أم درمان. وأشاروا إلى معارك مستعرة في محيط القاعدة الجوية الرئيسية بوادي سيدنا لصد هجوم على القاعدة يستخدمها الجيش لشن ضربات جوية على قوات الدعم السريع.
وقال مصدر عسكري: “لا يستطيع الجيش السماح بفقدان السيطرة على القاعدة، لأنه مفتاح لاستراتيجيته العسكرية المتمثلة في قصف قوات الدعم السريع من الجو بينما يقاتل لاستعادة السيطرة على الخرطوم والمدينتين الأخريين”.