الحرب العبثية تصيب الاقتصاد السوداني في مقتل
مداميك: القاهرة
توقفت حركة الصادرات والواردات في السودان جراء الحرب الدائرة. وقال مسئول بميناء بورتسودان في تصريحات صحفية ” الميناء متعطل مع وقف شركات الشحن الكبرى للحجوزات الجديدة”. واكد عمال في ميناء بورتسودان لمداميك ، التوقف الكامل لعمليات الشحن والتفريغ التجارية بالميناء المطل علي البحر الاحمر . يقول العامل الميناء ضرار او نور “الميناء متوقف ولا توجد علامة تشير لرسو او ابحار سفينة تجارية كل السفن التي تغادر الميناء تحمل ركاب هاربين من البلاد ” . واحتج عبر “مداميك” مصالحي متوقفة دون ذنب لأكثر من ثلاثة اسابيع هل يعقل ان يصبح الميناء مكانا مهجورا .
أوضح رجل اعمال سوداني فر الي القاهرة أن القتال تسبب في ايقاف صادرات سلع مهمة على رأسها الذهب والسمسم والفول السوداني واللحوم، وحرم البلاد من العملة الصعبة التي تحتاجها لاستيراد سلع أساسية، مثل الوقود والقمح والأدوية والأغذية.
وحذر مُصدر للحوم من أنه “إذا استمرت الحرب ستخرج الشركات السودانية من سوق اللحوم بالكامل المستوردين لن ينتظروا”. وأشار إلى أن فرصة الابتعاد عن تصدير الماشية إلى تصدير اللحوم صارت مهدرة الآن.
ضربت الحرب الدائرة اقتصاد السودان في مقتل وقال الخبير الاقتصادي جمال قاسم ” توقف حركة الصادرات والواردات يعني حالة الشلل الاقتصادي التام تعني توقف الانتاج وانعدم العملة الصعبة وتجفيف السوق من السلع المستوردة. وتنعكس سلبا علي الدولة باختلال ميزان المدفوعات له تبعاته الاجتماعية تنعكس على حياة الناس في ارتفاع معدلات البطالة وشح السيولة وإمدادات الغذاء اضافة للتزايد الحاد في الأسعار وتوقف الخدمات الأساسية .
تشير بيانات البنك المركزي السوداني، لعام 2021، إلى أن قيمة التجارة الخارجية بلغت 13.6 مليار دولار، منها 4.2 مليار دولار للصادرات السلعية، بينما الواردات السلعية بلغت 9.4 مليارات دولار، وبذلك يصل العجز في الميزان التجاري للسودان في عام 2021 إلى ما قيمته 5.13 مليارات دولار.
وشكّل الذهب السلعة الأكثر أهمية في هيكل الصادرات السلعية السودانية، بقيمة 2.06 مليار دولار، وبنسبة تصل إلى 49% من إجمالي قيمة الصادرات السلعية للبلاد.
الاقتصاد السوداني في الأصل اقتصاد تقليدي قائم على الزراعة والتي تساهم بنسبة 48 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، كما بلغ حجم صادرات السودان من اللحوم 16 ألف طن. بلغت قيمة صادرات السودان من الذهب خلال العام الماضي 2.06 مليار دولار ،
يشار إلى أن العجز التجاري في السودان بلغ 6.7 مليار دولار العام الماضي وسط انهيار متسارع في قيمة الجنيه مع ارتفاع التضخم لأحد أعلى المعدلات في العالم.
تؤكد الشواهد ان الحرب ستكون نتائجها كارثية علي الاقتصاد السوداني الهش، وان اثارها الحتمية هي زيادة معدلات الفقر والبطالة، فالإحصاءات المتاحة تبين أن معدل الفقر في السودان عند 46.5%. كما أن معدل البطالة، وفق تقديرات التقرير الاقتصادي العربي الموحد لعام 2022، بلغ 19.8% في عام 2021.
في الوقت الذي يؤكد وزير المالية الانقلابي جبريل إبراهيم أن مسؤولين من الحكومة والميناء والقطاع المصرفي في بورتسودان يحاولون حل المشكلة. ويقول “نؤكد للناس أن السلع حتنساب… حتتخلص بصورة طبيعية، ما حيكون في شح في السلع بسبب إجراءات مالية معقدة”، دون التطرق إلى توقف نشاط الشحن. يقول أحد وكلاء الشحن في العاصمة لرويترز ما يظنه وزير المالية مستحيل ويؤكد “أي شيء يمر عبر الخرطوم لا يمكنك القيام به”، ويشير إلى أن البنوك تعرضت للنهب كما تعطلت الأنظمة المصرفية والجمركية المركزية، فيما لم تعد عمليات السحب والإيداع متاحة .
يحتج التجار الذين يتعاملون في السمسم والبذور الزيتية والسكر وتتكبد شركته خسائر يومية من جراء عدم الالتزام بالتعاقدات ونهب المستودعات وتضرر البنية التحتية أنه واكد احدهم “حتى لو انتهت الحرب سيحتاج القطاعان الخاص والصناعي لوقت طويل ولدعم كبير للعودة لما كانا عليه”. كما ستقوض الأضرار التي لحقت بالمنطقة الصناعية الرئيسية في البلاد بمدينة بحري، حيث تعرضت مصانع كبرى للإحراق أو النهب، على المدى الأطول، محاولات التعافي.
دفعت حرب السودان الشركات الدولية المصنعة للسلع الاستهلاكية التي تستخدم الصمغ العربي إلى الدخول في سباق لتعزيز إمدادات الصمغ العربي، أحد أكثر المنتجات المرغوبة والذي يعد مكونا رئيسيا لكل شيء بدءا من المشروبات الغازية إلى الحلوى ومستحضرات التجميل. وفقا لتقديرات نقلتها مجموعة كيري، يبلغ الإنتاج العالمي من الصمغ العربي حوالي 120 ألف طن سنويا، بقيمة 1.1 مليار دولار.
يأتي حوالي 70 بالمئة من إمدادات العالم من الصمغ العربي من السودان ، وهي امدادات لا توجد لها بدائل كثيرة، وقال محمد النور مدير شركة الصمغ العربي في الولايات المتحدة، التي تبيع المنتج للمستهلكين كمكمل غذائي، إن “من المستحيل” الآن الحصول على كميات إضافية من الصمغ العربي من المناطق الريفية في السودان بسبب الاضطرابات وغلق الطرق. من جانبها أوضحت مجموعة كيري وموردون آخرون من بينهم شركة جام سودان السويدية أن التواصل مع الأشخاص على الأرض في السودان صعب، وأضافوا أن ميناء بورتسودان الذي يستخدم لشحن المنتج يعطي الأولوية حاليا لعمليات إجلاء المدنيين.