النقابة: تزايد معاناة الصحفيين السودانيين و(250) تركوا المهنة

الخرطوم: ايمن مستور

كشفت نقابة الصحفيين السودانيين، عن معاناة الصحفيين في السودان وتعمق معاناتهم منذ اندلاع  النزاع المسلح بين القوات المسلحة السودانية ومليشيات الدعم السريع في 15 أبريل الماضي، وأكدت ان 250 صحفياً وصحفية تركوا المهنة، بينما هناك نحو 250 آخرين عاطلين عن العمل في الآونة الأخيرة.

وقالت النقابة في تقرير حول اوضاع الصحفيين اليوم الاحد، إن العديد من العاملين والعاملات في مجال الإعلام يعيشون في ظروف صعبة ويواجهون مخاطر يومية بحثًا عن الحقيقة وسط القتال.

واوضحت نقابة الصحفيين السودانيين، انها عدد من الانتهاكات تجاه الصحفيين والصحفيات مما مثل تهديداً لحيواتهم وسلامتهم وتضييق على حرية الإعلام.

وفيما يلي نص التقرير:

نقابة الصحفيين السودانيين

تقرير عام حول أوضاع الصحفيين في الشهر الأول من النزاع

مقدمة:
أدى أنفجار النزاع المسلح في السودان بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في 15 أبريل الماضي إلى تعميق معاناة أوضاع الصحفيين في السودان، فبحسب مسح أجرته نقابة الصحفيين مطلع العام فإن 250 صحفياً وصحفية تركوا المهنة، بينما هناك نحو 250 آخرين عاطلين عن العمل في الآونة الأخيرة.
ومنذ اندلاع القتال في منتصف أبريل الماضي توقفت الغالبية العظمى من وسائل الإعلام في السودان مما شرد جزء كبير من الصحفيين والصحفيات، وغُيبت الحقيقة عن المواطنين، فيما يعيش العديد من العاملين والعاملات في مجال الإعلام في ظروف صعبة ويواجهون مخاطر يومية بحثًا عن الحقيقة وسط القتال.
رصدت نقابة الصحفيين السودانيين عدد من الانتهاكات تجاه الصحفيين والصحفيات مما مثل تهديداً لحيواتهم وسلامتهم وتضييق على حرية الإعلام. حيث تم قصف عدد من مكاتب غرفة الأخبار بوسط الخرطوم، وظل العشرات من الصحفيين عالقين في أماكن عملهم التي كانت تقع في خطوط النار بين الأطراف المتقاتلة، وتعرض بعض الصحفيين لانتهاكات وقمع أثناء تغطيتهم للاشتباكات. أما الملاحظة الأبرز فهي أن الطرفين المتحاربين غير راضيين عن الأخبار والمعلومات التي ينقلها وينشرها صحفيون مستقلون، وقد تعرض عدد من الصحفيين لتهديدات بالتصفية في ظل مناخ تسيَّده خطاب الكراهية والتضليل الإعلامي.
وإيماننا منا بدورنا تجاه الصحافة والصحفيين لمواجهة الأوضاع الطارئة، فقد سعينا لتذكير وتنبيه العاملين في المهنة بكيفية حماية أنفسهم أثناء الصراعات المسلحة والحروب والانخراط في صحافة مهنية تتحرى الدقة والموضوعية وتتجنب خطاب الكراهية.
في هذه المساحة تقدم نقابة الصحفيين السودانيين تقريراً حول أوضاع الصحفيات والصحفيين السودانيين منذ بداية الاقتتال، يمثل خلاصة لأربع أسابيع من الرصد.
• تعرض مراسل هيئة الأذاعة البريطانية BBC بالخرطوم محمد محمد عثمان للضرب من جنود يتبعون للقوات المسلحة أثناء محاولته عبور جسر الفتيحاب والوصول إلى مقر عمله يوم السبت 15 أبريل.
• تعرض مقر صحيفة الجريدة لإطلاق نار مرتين يومي الأحد والإثنين 16 /17 أبريل.
• احتجز (15) صحفياً بوكالة السودان للأنباء لمدة 72 ساعة في مقر عملهم بجانب اثنين من العمال بالوكالة.
• احتجز صحفيون يعملون لصالح قناتي الحرة وروسيا اليوم في بناية وسط الاشتباكات لمدة 72 ساعة.
• احتجز (5) من صحفيي وكالة تانا فورميديا لمدة 72 ساعة كما تعرض مكتبهم لإطلاق نار.
• احتجز مراسل قناة الشرق الإخبارية أحمد العربي والمصور يوم السبت 15 أبريل لثماني ساعات من قبل قوة مسلحة بالقرب من مطار مروي وأطلق سراحهما لاحقا.
• تعرض مكتب قناة الشرق إلى إطلاق نار يوم الأحد 16 أبريل.
• احتجز صحفيي إذاعة هلا 96 لمدة 72 ساعة.
• ظل عدد من العاملين في الإذاعة والتلفزيون الرسميين محتجزين وسط القتال، قبل أن يتم إطلاق سراحهم على دفعات.
• احتجز (9) من صحفيي التلفزيون العربي بمكاتبهم بأبراج النيلين منذ السبت 15 أبريل.
• تم احتجاز المصور سعد عبد السلام التني بشقته بوسط الخرطوم منذ 18 أبريل قبل أن يتم أطلاق سراحه في الأسبوع الثاني من مايو.
• في الأسبوع الثاني تم إجلاء المحتجزين في أبراج النيلين (13) صحفيا وصحفية، (9) منهم يعملون بتلفزيون العربي و(4) يعملون بقناتي العربية والحدث بواسطة الصليب الأحمر بتاريخ 23 أبريل بعد أن قضوا تسعة أيام بلياليها في مكاتبهم بالخرطوم في منطقة خطرة ملتهبة بالصراع بلا مؤن غذائية.
• لقى مراسل فضائية الخرطوم بولاية النيل الأبيض، عماد محمد علي، حتفه أثناء عمله بحادث سير الأربعاء 26 أبريل وهو يتحرك من مكان إلى آخر لنقل ومتابعة الأحداث.
• تعرض طاقم صحفي يتبع لقناة الجزيرة إلى الطرد بمنطقة الكلاكلة أثناء تغطيتهم.
رصدت النقابة مؤخرا حملة تقودها بعض الحسابات على (فيس بوك) ضد الصحفيين والقنوات الفضائية وتشجع الحملة المواطنين على طرد الصحفيين من مواقع الأحداث وتطالب السلطات بطرد القنوات ما يعد خطاب كراهية على الصحفيين وقد يترتب عليها تداعيات خطيرة.
• تعرض الكاتب الصحفي الجميل الفاضل إلى إطلاق أعيرة نارية على سيارته وهو يحاول إجلاء أسرته إلى مكان آمن كما تعرض للتهديد ضمن عدد من الصحفيين والصحفيات ومن بينهم أعضاء في المكتب التنفيذي لنقابة الصحفيين للتهديد بالقتل عبر مكالمات هاتفية ورسائل عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي.
• تم توقيف عدد من الصحفيين في نقاط الارتكاز المنتشرة في أنحاء العاصمة، وتم تسجيل حالتي نهب على الأقل للهواتف في أم درمان وشرق النيل من مسلحين بزي الدعم السريع.
• تعرض عدد من العاملين في الإعلام لتهديدات حقيقية بعد أن تعرضت مسكانهم للقصف أو النهب في ظل الاشتباكات العنيفة وأعمال السلب والنهب التي انتشرت في العاصمة خاصة في مناطق كافوري وشمال وجنوب بحري والخرطوم شرق، ومن بينهم من تعرضوا لإصابات جسدية كما حدث للزميل أحمد النشادر بجنوب الخرطوم بسبب سقوط شظايا في منزله.
• تعرض المصور فائز أبوبكر أثناء تغطيته للمواجهات في شرق العاصمة لإطلاق نار عبر مسدس، قبل أن يتعرض للضرب والتهديد بالقتل من قبل عناصر تتبع للدعم السريع، تم إطلاق سراحه دون تقديم أي إسعافات أو مساعدة طبية.
• الصحفيون بمدينة الجنينة ولاية غرب دارفور يعيشون ظروفاً مأساوية هم وأسرهم من قتل وتشريد وتواجههم تحديات وصعوبات كبيرة في الحصول على المعلومة وفي إيجاد مكان آمن لممارسة العمل الصحفي والكتابة وفقد عدد منهم المآوى وتعرضوا للنهب.
• تابعت النقابة بقلق شديد ظهور قوائم مجهولة المصدر، تضم أسماء صحفيين وصحفيات، تلك القوائم تصنف أولئك الصحفيين والصحفيات بالعمل لصالح أحد أطراف الصراع الدامي في نهج يمكن أن يعرض حياة تلك الأسماء لمخاطر محتملة، وقد تعرض بعض ممن وردت أسمائهم في تلك القوائم لاتصالات تتوعدهم بالتصفية حال انجلاء القتال.
• تعرض مقر صحيفة الحراك السياسي بالخرطوم لعملية سلب ونهب وتخريب.
• تنبه نقابة الصحفيين إلى أن “إعلان جدة لحماية المدنيين” لم يشر لضمان حقوق الصحفيين والصحفيات في التنقل بحرية لأداء واجباتهم المهنية التي تكفلها القوانين المحلية والإقليمية والدولية، وتطالب النقابة جميع الأطراف بإيلاء تلك المسألة العناية القصوى، واحترام الصحفيين والصحفيات وتأمين الظروف المناسبة لأداء عملهم بمهنية.

نقابة الصحفيين السودانيين
الأحد 14 مايو 2023