ثقافة - شعر - 7 مارس 2023, 14:07

نُزُلْ

أنس مصطفى

يهطِلُ مطرٌ كثيفٌ
في لَيلِ القَضَارِفْ،
كأنَّ السماءَ احتقنتْ لسنينْ..

البروقُ تضيءُ عتمةَ الشَّوارعْ،
رائحةُ الخريفِ تملأُ الرُّوحْ
والقلبُ مُبلَّلْ..

في فجرِ القضارفْ؛
أنظرُ عبرَ نافذةِِ النُّزُلْ؛
تركضُ المدينةُ في الهِضابِ
بأقدامٍ حافيةْ،
وفساتينَ خضراءْ..

البرينساتُ التي تقطعُ الطَّريقَ وئيداً
ربما تأخَّرتْ قليلاً
تحتَ ظِلالِ البُيُوتْ،
في ديمِ النُّورْ،
أو المَلِكْ..

الصبَّاحُ الذي شيَّدتهُ الصَّوامعْ،
كانَ ضاجَّاً بالحياةْ؛
الباعةُ المتجولونْ،
حلاوة سمسميَّةْ،
حقائبُ السَّعَفْ،
ودُكَّانُ كجراي،
حيثُ تعبقُ مخطوطاتٌ شعريَّة
بينَ علبِ الصلصا..

ربَّما في نهارٍ ما،
ننزلُ ثانيةً..

عندَ منتصفِ النَّهارْ؛
ستكونُ المدينةُ وارفةْ،
والظَّهيراتُ على ما يُرَامْ..

ستمضي البرينساتُ على رسلها،
إلى ديمِ النُّور..
أو الملكْ..

*اللوحة للتشكيلية سوزان ابراهيم

ماهو رأيك في هذا المقال ؟

Average rating 0 / 5. Total : 0

كن أول من يقيم هذا المقال