
يا أستاذ نضال اصطف حيثما شئت وصنف نفسك كما تريد لكن لا تلصق بالناس ما لم يقولوه!
عبدالرحمن الأمين
حقيقة، صُعقت ودُهِشْت وغضبت، على هذا الإرجاف الظالم الذي استهللت به مقالك. والإرجاف الذي أعنيه هو تدليس الاقوال وانتزاعها قيصريا خارج السياق بقصد خلق حالة اضطراب وتشويش! هذا الإرجاف، لعمري، هو عين ما أوردت نصا في استهلال مقالك المعنون ” لماذا استمرار الثورة والإجابة على سؤال البديل للاتفاق الإطاري (١).. * فقد تقوّلت مستعيرا لساني، فأهملت دقة النقل وتجاوزت أمانة العرض الموضوعي.
مدخل مقالتك يقول ما نصه “طلب مني الأستاذ عبدالرحمن الأمين أكثر ما مرة إضافة لعدد من الأصدقاء داخل الحرية والتغيير وخارجها ممن يقفون مع الاتفاق الإطاري وعملية التسوية مع الانقلابيين أو يدعمونها رائي ورؤيتنا حول رفضنا للمُسببات التي ساقها من عقدوا الاتفاق أو من دافعوا عن هذا الاتجاه، وذلك لمعرفتهم لرأينا المُعلن والواضح في رفضنا لمبدأ التسوية مع الانقلابيين ومع عدد من بنود الإتفاق نفسه، وكذلك ظلّ يُطاردنا سؤال ماهو البديل لهذا الاتفاق بشكل أكثر دقة ومُباشرة ليفضي لحلول لأوضاع البلد وإنهاء الوضع الانقلابي الحالي والإتيان بالمسار الديمُقراطي مُجدداً..”.
يا راجل حرام عليك!
لا أدري من اين اي سوق أتيت بهذه الجُبة التي ألبستنيها، ومن أي مشرحة اقتلعت هذا اللسان المستعار لتلصقه في فمي فتنطق نيابة عني، وتلقنني ما لم أقل؟ بل والأنكا والأمّر في كل الاحوال هو استصدارك ” تصديق ” خوّلت بموجبه لنفسك أمر حشري في زمرة الانقلابيين، ولتسرف في الاغتيال المعنوي، صرفت لي بطاقة عضوية الحرية والتغيير بينما الحقيقة الشاخصة هي أنني طوال عمري الصحفي الممتد لاربعة عقود حرصت على التقيد بالتزامات مهنية صارمة أساسها التحرر من أي انتساب حزبي!
الذي جري بيننا بدأ يوم 15 ديسمبر في قروب سودانيون عندما نشرت انت تسجيلا صوتيا رصينا ” أكرر، رصينا ” للزميلة الحاذقة الاستاذة رشا عوض. تضمن التسجيل ردا مسهبا منها على سؤال يستفسر عن جدوى خروج ومشاركة من يناصرون التسوية في المواكب الجماهيرية. قدمت الزميلة رشا إجابة متسلسلة النقاط شَرّحْت المتشابكة السياسية بدقة النطاسي المتمكن من صنعته.
لكنك عندما نقلت ذلك التسجيل للقروب، شئت ان تختزل حديثها الطويل (8 دقائق و10 ثواني كاااااملة ) في كلمتين يتيمتين:
“خط التسوية ” !
استفزني، كما ينبغي، هذا الرد التلغرافي الذي يبتذل محتوي مرافعة ممتازة للأستاذة رشا، فكتبت لك مستفسرا بما نصه “شكرا على رفد القروب بحديث الأستاذة رشا عوض، والنقاط التي أثارتها، أتمنى ان أستمع أو أقرأ مرئياتك على ما أثارته”، فكان ردك هو “في بالي والله أرد علي رشا وفي مجموعة في ذات اتجاه التفكير دا، ووعد بإذن الله نرد”.
لفت نظري أمران في هذا الرد وما تلاه من مراسلات بيننا. أولهما، حرصك على الحديث بصيغة الجمع (نحن ومشتقاتها) . تحيرت كثيرا لأن عدم معرفتي بهويتك أو انتمائك الحزبي هو ما حفزني لأن أطلب مرئياتك (أنت) وليس تسميع محفوظات، أو هتافيات معلبة لحزب أو جماعة. فقد اعتقدت، ومازلت، أنك تتوفر على قدرات تعبيرية صلبة تؤهلك للدفاع (كفرد) عما خطه بنانك، وأشهد لك بتلك المقدرات إذ لم اعتقد، ولو للحظة، ان ما تساهم به هو إعادة نسخ ولصق لتوجيهات تنظيمية أو نشرة تنوير سرية.
الأمر الآخر الملفت للانتباه هو تعمدك الخروج من منصة القروب وتحويلك الردود في شأن عام إلى مساجلات ثنائية عبر المراسلات في الخاص. هذا التصرف، فضلا عن حرمانه من يريدون المتابعة من تلك المزية (وهي أساس خلق القرويات الحوارية)، فإنه يسبغ اتوماتيكيا حصانات متعارف عليها على ما تبعثه لي من رأي في الخاص. فتسري على الرأي أحكام الهدايا الخاصة: لا يجوز إعادة إهدائها، ويحرم الطعن في عيوبها او الانتقاص منها فنعاملها معاملة سيجار قيركا رويال كورتيزان Gurka Royal Courtesan ولو كانت قيمتها أقل من كيس ود عماري!
أخي نضال، اختر ما شئت من المواقف، واصطف حيثما شئت، وأرفع ما شئت من اللافتات، وصنف نفسك كما تريد، لكن، عندما تنقل عن الناس تحري الدقة وتقيد بضوابطها. لا تتقوّل عليهم بما لم يقولوا لتصطاد همبولا من صنعك فتتمكن من بخسهم أشياءهم!
كل عام وانت وبلادنا بمليون خير!
التعليقات مغلقة.
سؤال هل كنت يا استاذ عبد الرحمن الأمين في الماضي من الكيزان؟ اقصد هل حدث أن كنت عضوا في يوم ما في واحد من تنظيمات الترابي ؟ اذا كنت كذلك متي تركتهم و لماذا؟